الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي: النهضة والنداء سيضطران للتعايش معا

نشر في  29 أكتوبر 2014  (10:07)

 عاشت تونس مؤخرا على وقع عمليات ارهابية اسفرت عن استشهاد حارس ليلي باحدى المؤسسات العمومية بمنطقة قبلي بعد ان اقدم ارهابيان اثنان على قتله، الى جانب استشهاد امني وقتل 6 إرهابيين من بينهم 5 نساء في عملية وادي الليل الاخيرة  التي وجهت اليها كل الانظار،  وهو ما يجعلنا نتسائل حول تأثير هذه العمليات الاخيرة على المسار الانتقالي خاصة في ظل  حالة تأهب وانتظار الشعب التونسي و الرأي العام عما ستفرزه النتائج النهائية والرسمية لانتخابات 2014 التشريعية..
 حول هذا الموضوع وبعض المسائل السياسية العالقة كان لاخبار الجمهورية اتصال بعبد اللطيف الحناشي الاستاذ في التاريخ المعاصر والراهن بجامعة منوبة...


ما هي التأثيرات التي قد تبرز على الساحة السياسية ونحن في مسار انتخابي وانتقالي حاسم؟
اعتقد أنّها تأثيرات ايجابية  سواء على الصعيد الوطني او الإقليمي  فوطنيا اعتقد أن التونسي رد على الإرهاب بمشاركته في الانتخابات بكل قوة وإصرار بالتالي سيساهم في إنجاح هذا المسار الانتقالي ويتوج احد أهم شعارات الثورة وهي الكرامة والحرية اما إنجاح هذه الانتخابات وانهاء الجزء الاول من مرحلة الإنتقال الديمقراطي الثالثة فيعتبر تجسيدا لحرية المواطن في ممارسة حقه في اختيار من يحكمه بطريقة نزيهة وشفافة ونجاح ذلك سيكون له تأثيرات او انعكاسات او تداعيات ايجابية على المستوى الإقليمي القريب(المغرب الكبير) والممتد جغرافيا(الدول العربية)وستتحول التجربة التونسية لنموذج تُطالب به الشعوب والنخب المقهورة....
 توقع البعض حدوث عمليات ارهابية جديدة كرد فعل للارهابيين عن الخسائر البشرية في صفوفهم؟
هناك احتمال وقوع عملية ارهابية او اثنتين في منطقة او اخرى من البلاد التونسية ولكن هذا الاحتمال يبدو ضعيفا لسببين اثنين يتمثل الاول في يقظة الأجهزة الأمنية بمختلف انواعها وقدرتها على معالجة احتمال حدوث أي عمل بطريقة استباقية فما عرفناه من عمليات الى الان كانت خارج المدن وبالأساس في الجبال في حين تمكن الأمن من السيطرة على الإرهابيين وهم بصدد التحضير لأعمال إرهابية ما...اما السبب الثاني فيتمثل في عدم وجود حاضنة اجتماعية لهؤلاء التكفيريين الإرهابيين خاصة مع ارتفاع منسوب  السلوك الوطني لعموم السكان  ووجود تصالح بين رجل الامن  والمواطنين وهذا ما يساعد رجال الامن في القيام بواجبهم الوظيفي والوطني
فيم اختلفت العملية الانتخابية الحالية في تونس عن سابقتها شكلا ومضمونا؟
هناك اختلافات جوهرية بين الظرفية التي جرت فيها انتخابات المجلس التأسيسي وهذه الانتخابات التشريعية من حيث الجسم الانتخابي مثلا هناك أحزاب جديدة لم تساهم في الانتخابات الأولى مثل حزب نداء تونس او بعض الاحزاب الدستورية  والشخصيات التجمعية او بعض الائتلافات الحزبية... والى جانب ذلك عرفت بعض الاحزاب انشقاقات واستقالات لشخصيات كبيرة الامر الذي اضعفها مقارنة بما سبق... كما تبدو الشعارات مختلفة نسبيا عن شعارات الانتخابات الاولى اضافة الى ان الحماس أصبح اقل من ذي قبل نتيجة حالة الإحباط لدى المواطنين وخاصة لدى الشباب، وذلك نتيجة عدم انجاز شعارات الثورة ذات العلاقة بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية...
هل لاحظتم بوادر وعي سياسي لدى الناخبين؟
نعم هذا امر طبيعي فبعض الأحزاب وعدت الناس ولم تتمكن من الوفاء بوعودها ولم تجسد شعارتها التي رفعتها اثناء حملتها الانتخابية وهو ما دفع عامة الناخبين الى عدم التصويت لها مرة ثانية.
 كيف تستشرف طبيعة الصراع القادم بين حزبي النهضة ونداء تونس؟
يمكن الحديث عن  تواصل نوع من التنافس  الشديد وليس صراعا بين هذين الحزبين لكن في إطار تحالفات معينة فهذان الحزبان سيضطران للتعايش مع بعضهما البعض رغم الاختلافات التي تشقهما وقد أثبتت التجربة ذلك.فبعد اجتماع باريس بين الغنوشي والباجي كان هناك وئام و»تنسيق»ثم فجأة  رجع الخلاف المدفون وطفى مجددا على السطح نتيجة حسابات سياسية معينة.... والان يطرحان معا فكرة  حكومة وحدة وطنية او ائتلافية ...ونحن نتمنى ان لا تعيش تونس على وقع هذين القطبين بل من صالح البلاد أن توجد على الأقل ثلاثة أقطاب سياسية حتى تُبنى هذه التجربة الجديدة على أسس سليمة ومتينة.

حاورته: منارة تليجاني